في أجواء علمية وإنسانية راقية، نظمت عيادة لافاليه بمدينة تامسنا، النسخة الثالثة من الأيام العالمية للصحة النفسية، بمشاركة نخبة من الأطباء والمتخصصين في الطب النفسي وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية. هذا اللقاء العلمي الذي بات موعدًا سنويًا ثابتًا في أجندة القطاع، عرف حضورًا وازنًا لأطباء من مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، إلى جانب باحثين ومهتمين بقضايا الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي.
وأطر هذه الدورة كل من الدكتور زعفر الإدريسي التفراوتي، والدكتورة أسماء الرماش، والدكتور اللباني حميد، الذين أثروا اللقاء بعروض علمية دقيقة تمحورت حول موضوعين رئيسيين، أولهما: “الذكاء الاصطناعي في خدمة الرفاه النفسي”، وثانيهما: “تشخيص أدق ومواكبة أفضل: المرضى وأسرهم في صميم رعاية شاملة ووقائية”.
الذكاء الاصطناعي… ثورة جديدة في الطب النفسي
توقفت المداخلات عند التحولات العميقة التي يشهدها مجال الطب النفسي عالميًا بفعل التطور التكنولوجي، خصوصًا إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل السلوك، وتقدير الحالة النفسية، وتخصيص خطط علاجية دقيقة ومبكرة. وأكد الأطباء أن هذه التقنيات تتيح اليوم إمكانيات واسعة لتشخيص الاضطرابات النفسية في مراحلها الأولى، ما يرفع من فرص العلاج والشفاء، ويُخفّف من الضغط على الأطباء والمراكز المتخصصة.
كما شدّد المتدخلون على أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغِي الدور الإنساني للطبيب، بل يُكمّله، من خلال توفير أدوات ذكية تتيح قراءة أفضل للمعطيات النفسية والسلوكية، بما يساعد على تحسين جودة الرعاية والعلاقة بين المريض والممارس.
العيادة الرائدة في الطب النفسي بالمغرب
تُعد عيادة لافاليه واحدة من أبرز المؤسسات الطبية الخاصة المتخصصة في الطب النفسي بجميع فروعه، من الطب النفسي العام إلى طب الأطفال والمراهقين، مرورًا بـ علاج الإدمان وطب الشيخوخة النفسي.
وقد راكمت العيادة خبرة طبية واسعة بفضل فريقها الذي يضم أطباء ذوي كفاءة عالية اشتغلوا في مؤسسات عسكرية ومدنية داخل المغرب وخارجه، إضافة إلى طاقم متكامل مكوَّن من حوالي 40 ممرضًا ومساعدًا و50 موظفًا إداريًا يسهرون على راحة المرضى وتنظيم الخدمات بسرعة وكفاءة.
وتقع العيادة في منطقة هادئة بمدينة تامسنا قرب العاصمة الرباط، داخل فضاء عصري مهيّأ لاستقبال المرضى في ظروف إنسانية ومريحة، بطاقة استيعابية تصل إلى 170 سريرًا، وقاعات متخصصة للأنشطة والعلاج النفسي والإبداعي.
خدمات شاملة ورعاية متعددة المستويات
توفر عيادة لافاليه باقة متكاملة من الخدمات تشمل:
الاستشارات الطبية والنفسية الطارئة
الطب النفسي للأطفال والمراهقين
علاج الإدمان
العلاج النفسي المكثف
طب الشيخوخة النفسي
كما تعتمد العيادة أساليب رعاية متنوعة تراعي احتياجات كل فئة عمرية وكل حالة نفسية، من خلال:
الإقامة الكاملة بالمستشفى،
أو الإقامة النهارية،
أو وحدة العيادات الخارجية،
إضافة إلى خدمات الزيارات المنزلية والعلاج في البيت.
الأنشطة الموازية… علاج بالجسد والروح
لا تقتصر فلسفة عيادة لافاليه على العلاج الدوائي أو النفسي التقليدي، بل تمتد إلى برامج العلاج الإبداعي التي تمنح المرضى فرصة التعبير عن ذواتهم واستعادة توازنهم الداخلي عبر أنشطة متنوعة تشمل:
الرياضة، والموسيقى، والمسرح، والسينما، والمطالعة، والورشات الفنية، واليوغا، والعلاج بالحركة، وأنشطة تطوير الذات.
كما تخصص العيادة فضاءات مفتوحة للأنشطة الجماعية ومجموعات العلاج النفسي والاجتماعي، بهدف إدماج المرضى في محيطهم بطريقة تدريجية وإيجابية.
رعاية بمعايير دولية وإنسانية
تضع عيادة لافاليه ضمن أولوياتها تقديم علاج حديث وآمن بمعايير دولية، في بيئة مريحة وإنسانية تراعي خصوصية المريض النفسي، وتضمن له الاحترام والسرية والاحتواء.
ويشتغل الفريق الطبي والتمريضي بتنسيق دائم لضمان متابعة دقيقة وشخصية لكل حالة، مع استقبال المرضى طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة.
التزام بالعقل والإنسان
أكد المنظمون في ختام هذه الدورة أن الهدف من هذه الأيام العلمية هو تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية، وكسر حاجز الصمت والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي.
كما شددوا على أن توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يمثل ثورة طبية وإنسانية جديدة، تُعيد الاعتبار للمريض وللأسرة كعنصرين أساسيين في منظومة العلاج والرعاية
بهذا الحدث العلمي المتميز، تؤكد عيادة لافاليه ريادتها في مجال الطب النفسي بالمغرب، من خلال انفتاحها على مستجدات الطب الحديث، واعتمادها مقاربة شمولية تجمع بين العلاج الطبي، والدعم الإنساني، والابتكار التكنولوجي.
ففي زمن تتزايد فيه الضغوط النفسية والاجتماعية، تبقى الصحة النفسية حجر الزاوية في بناء مجتمع متوازن، والذكاء الاصطناعي أحد مفاتيح المستقبل لخدمة الإنسان وكرامته.
إرسال تعليق